إبراهيم السالمي يكتب: هل جربت انتظار وعد لم يتحقق؟

هل جربت انتظار وعد لم يتحقق؟
هل جربت الانتظار ذاته؟
هل جربت شعور المحبط بعد طول انتظار لما يتمنى؟
أيها الأصدقاء

إن التلويح للناس بوعود غامضة والتفريح بأخبار جميلة دون أساس موثوق ليس من الذكاء ولا من الوطنية في شيء، ولا من المروءة التي هي فوق كل عرق وحسب ونسب ودين. بل هو عبث يرفع سقف التوقعات في صدور الناس البسطاء المنتظرين لأبسط خبر يبسط الحياة لهم، ثم يكسرها على أرض الواقع، فيترك خيبة وإحباطا يوجهان سهام اللوم إلى الدولة ومؤسساتها بلا ذنب.
يا قوم
إن المجتمعات لا تبنى على الشائعات، بل على الثقة والشفافية والمعلومة الدقيقة. فنشر مثل هذه الأخبار الواهية يضعف مناعة المجتمع، ويخلق فجوة نفسية بين المواطن وحكومته، ويفتح باب السخط والتذمر، بينما الأصل أن نحافظ على رصيد الثقة ونحمي الوعي الجمعي من التشويش.

والثقة هنا هي الصدق في القول والرفعة في الفعل، لا الاستخفاف بعقول الناس.

فالكلمة مهما صغرت ليست بريئة، فهي إما أن تبني وإما أن تهدم، والعاقل الراشد يفهم أنه لا تبنى الآمال على “ترقبوا” مجهولة، ولا تدار مشاعر الناس بمسرحيات التنجيم الإعلامي. من أراد أن يفرح الناس فليقدم عملا نافعا، أو مبادرة واضحة، أو كلمة صادقة واضحة ومباشرة بما للناس وما عليهم.

أيها الأحبة

الوطن أمانة، والكلمة مسؤولية، ومن يعبث بتوقعات الناس يساهم من حيث لا يدري في إضعاف الروح العامة وإشاعة الاضطراب النفسي في مجتمعنا العماني من حيث يدري ولا يدري.