صحيفة السبلة

منتدى وصحيفة السبلة العُمانية الموقع العُماني في سلطنة عمان

منى المعولي تكتب: “ونامت عين البطل”

الرواية الأخيرة للجيش الغاصب عن نهاية المجاهد أبا إبراهيم يحيى السنوار كانت في الحقيقة بمثابة اعترافٍ شاهر بإنهم نسجوا الأكاذيب و زيفوا الحقائق وبثوا الفتن وفبركوا الروايات وألفوا القصص ونشروا الحكايات الآثمة لأكثر من عام، فها هو أبا إبراهيم يرتقي شهيداً خالداً مخلداً من ميدان الحرب والمواجهة إلى عدالة رب الأرض والسماوات ومنصف الأبطال، يحيى السنوار الذي نال شرف أن يكون أسيراً وشرف أن يكون مجاهداً وشرف أن يكون شهيداً، ذاك الشاب ضئيل البنية الذي خدع الصهاينة وأدبهم، دلف إلى وُعورةَ التخوم وإرهاصات النزال، وغمار التحدي لمآلات الوضع الفلسطيني المقاوم للمستعمر منذ أكثر من سبعين عام، مخترِقًا مناطق إسرائيل المحرمة، ضارباً بحسابات الشاباك في عرض الفشل والشماتة، والعار، مستجليًا استنفاراً دولياً سن فيه الكيان الغاشم مباضع التشريح الحاد واستنفر انتقامات الموساد، وما كان حدث السابع من أكتوبر الخالد، بقيادة الثائر على الاحتلال وظلم الاستعمار يحيى السنوار، إلا بمثابة رسالة إلى سكان كوكب الأرض النائمون للكشف لهم عن ما يحدث منذ ٧٠ عام، دون أن ترصده الكاميرات أو تتسابق لعرضه نشرات الأخبار وشاشات التلفاز، وكأنه كان لابد من هزة تقض أكتاف العيون النائمة كي تعلم أن هذا يحدث بشكل متدرج ويومي حتى بدون أن يحدث ثأر السابع من أكتوبر بعدها، وما اختلف .

إلا أن الذي كانت تفعله اسرائيل في الخفاء أصبحت تمارسه على العلن، وما كانت تتوجس من فعله ظاهراً؛ أمسى اليوم بتأييد دولي، وتحييد قُطري، ثم يا ليت وياليت بعض العرب اتخذوا قرار الحياد، كان البطل السنوار على رأس المقاومين يعطوننا دروساً في الكرامات، يعلموننا ثبات المقام، يؤكدون لنا إن الأرض لن تتحرر بالدعاء، ولا بالاستنكار، ولا بخطابات الشجب، ولا ببيانات الإدانة، إنما تحرير الأوطان يسقى بدماء الشرفاء، وما فتيَ أن يلوم البعض، أو يصمت البعض، أو حتى يتراقص البعض فرحاً، عند موت كل مقاوم، متعللين إن المقاومين قد أفسدوا بالأرض، وعرضوا دم الأبرياء للهدر نتيجة المقاومة، أرأيت أقبح من هذا القول والفعل؟ إلا الملامة من السفلة والجبناء

ليس موت السنوار نهاية بل هو كان مشعل البدايات ورسم خطوط عريضة، ستمضي عليها المقاومة، ومع كل الاغتيالات التي تحدث وحدثت، مازالت قنوات الأخبار الإسرائيلية قبل العربية توصل لنا خسارات فادحة في صفوف العدو، وما هذا إلا دليل على شيء واحد، وإن أزحتم السنوار من على وجه الأرض، فمازال في الأرض ألف سنوار

ولا نامت عيون الجبناء والمتصهينين.

1 thought on “منى المعولي تكتب: “ونامت عين البطل”

Comments are closed.