الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية “التصعيد الإسرائيلي الخطير” على الشعب والمقدسات
استشهاد فلسطينيَّين برصاص الجيش الاسرائيلي في الضفة العربية
رام الله “وكالات”: حملت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الخميس، الإدارة الأمريكية مسؤولية “التصعيد الإسرائيلي الخطير” في الأراضي الفلسطينية.
وصرح الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان، بأن “التصعيد الإسرائيلي الخطير تتحمل مسؤوليته الإدارة الأمريكية وبصمتها عن هذه الجرائم، واكتفائها ببيانات الإدانة، دون أي فعل على الأرض لوقف هذا التصعيد”.
ودعا أبو ردينة الإدارة الأمريكية إلى “التدخل فورا بخطوات عملية على الأرض للجم العدوان الإسرائيلي على شعبنا وأرضه ومقدساته، قبل فوات الآوان”.
وقال إن “اقتحام المستعمرين للبلدة القديمة من القدس المحتلة، تزامنا مع عمليات الاعتداءات اليومية لن يعطي الشرعية للاحتلال”.
وأضاف أن “الحرب اليومية التي تشنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أبناء شعبنا ومدننا وقرانا ومخيماتنا، والتي كان آخرها في طولكرم حيث أسفرت عن استشهاد شابين وإصابة آخرين، ستدفع المنطقة نحو الانفجار”.
في هذه الاثناء، حذر رئيس الوزراء محمد اشتية، من التداعيات الخطيرة لاستمرار جرائم الاحتلال ومستعمريه المروعة بحق شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته، مطالبا بوقفها وعدم السماح لمرتكبيها بالإفلات من العقاب.
وقال رئيس الوزراء، لا يتوقف القتلة الإرهابيون، من جنود الاحتلال، والمستعمرين، عن ارتكاب جرائمهم بحق أبناء شعبنا، وإصابة العديد من الشبان، خلال اقتحام مدينتي نابلس وطولكرم ومخيماتها، وترويع المواطنين، وتدمير الممتلكات، وتجريف البنية التحتية، واقتحام المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المصلين في كنيسة القيامة.
انتهاكات قوات الاحتلال للمقدسات الاسلامية
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطنيية انتهاكات قوات الاحتلال ومليشيات المستوطنين ومنظماتهم الإرهابية المسلحة وجرائمهم ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم ومنازلهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، وفي مقدمتها الاقتحامات الهمجية المتواصلة التي تنفذها قوات الاحتلال للمدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، وما ينتج عنها من شهداء واعتقالات وجرحى وتدمير البنية التحتية والتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل.
وأشارت الوزارة، في بيان، إلى حدث فجر اليوم في قرية شوفة جنوب طولكرم، باستهداف قوات الاحتلال بالرصاص الحي مركبة فلسطينية، ما أدى إلى استشهاد الشابين عبد الرحمن عطا (23 عاماً) وحذيفة فارس (27 عاماً)، وكذلك وقوع إصابات وحملة اعتقالات في صفوف المواطنين الفلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال المنطقة الشرقية بمدينة نابلس، ومخيمي بلاطة وطولكرم، وقريتي المغير وبلعين، وإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز السام تجاه المدنيين العزل.
من جهة اخرى، اعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة خمسة جنود خلال اقتحام مخيم طولكرم بالضفة الغربية فجر اليوم الخميس.
وقال الجيش إن من بين الجنود ثلاث إصابات حرجة وإصابتين بحالة متوسطة، مشيرا إلى أن الجنود أصيبوا بانفجار قنبلة يدوية.
وذكرت مصادر محلية أن قوات إسرائيلية داهمت مخيم طولكرم للاجئين واندلعت مواجهات في المنطقة وسط إطلاق الأعيرة النارية وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
وحسب المصادر، اندلعت اشتباكات بين مسلحين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية فيما تم تفجير عبوات ناسفة ولوحظ تصاعد ألسنة الدخان بعد انفجار ضخم في المخيم.
ولاحقا، أطلقت قوات إسرائيلية الرصاص على مركبة فلسطينية مستهدفة شابين كانا بداخلها، فيما تم منع طواقم الإسعاف الفلسطينية من الوصول للمصابين قبل أن يتم الإعلان عن استشهادهما.
الدعوة للتعامل مع الاعتداءات الاحتلال
الى ذلك، حمّلت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطنيية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج هذا التصعيد وتداعياته، وقالت إنها تنظر بخطورة بالغة إلى الازدياد الحاصل في الاقتحامات، إذ أصبحت تشمل عشرات المواقع والمناطق السكنية في الوقت ذاته بالضفة الغربية بما فيها القدس، كما أن هدفها بات تدميريا وتخريبيا بشكل واضح، ويبدو أن سلطات الاحتلال أخذت قرارا بضرب مقومات الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني، عبر تدمير البنية التحتية، وتخريب مقومات وجوده وصموده في أرض وطنه، وشل حركته وتعطيلها، وضرب أبواب رزقه، وسلب حقوقه الأساسية، بهدف كسر الروح النضالية للمواطنين الفلسطينيين.
ولفتت الوزارة إلى تزايد جرأة مليشيات المستوطنين على الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين وأملاكهم وبلداتهم وفي وضح النهار وعلى مدار الساعة، بهدف بث الرعب والخوف والقلق بين الفلسطينيين، لإعادة ترتيب أولوياتهم في مواجهة الاحتلال، ليصبح هم المواطن الدفاع عن منزله وليس أرضه.
وقالت الوزارة في بيانها: في الوقت الذي تتواصل فيه عمليات تعميق الاستيطان وتوسيعه من خلال حرب مفتوحة تشنها دولة الاحتلال لضرب الوجود الفلسطيني في المنطقة الشرقية والغربية كاملة على طول الضفة الغربية المحتلة، في محاولة واضحة لتفريغها من المواطنين الفلسطينيين بالكامل، خاصة التجمعات البدوية، بما يؤدي إلى محو ما يسمى بالخط الأخضر وفرض السيطرة الإسرائيلية على جميع المرتفعات المطلة على الأغوار كجزء من خطة للسيطرة عليها، وهذا يعيدنا إلى الاجتماعات الأخيرة التي عُقدت في مبنى الكنيست وما قاله وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش في لجنة الخارجية والأمن بشأن بلورة خطة صهيونية لتسريع إجراءات السيطرة على كل الأرض في الضفة الغربية المحتلة، ومحاربة ما سماه البناء الفلسطيني في المنطقتين “أ” و”ب” وليست فقط المصنفة “ج”.
وأكدت الوزارة أن بعض الأطراف قد يرى في تلك الانتهاكات والجرائم أحداثا عابرة، لأنها تتكرر يوميا، في حين تتعامل معها وزارة الخارجية والمغتربين على المستويات الدولية كافة بمخاطرها الإستراتيجية، كسياسة إسرائيلية رسمية تهدف إلى تكريس ضم الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى التعامل مع انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه وجرائمهم اليومية ببعدها الإستراتيجي الهادف إلى ضم الضفة الغربية وتقويض فرصة تطبيق مبدأ حل الدولتين، وطالبت باتخاذ ما يلزم من الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لوقفها فوراً.
اقتحامات قوات الاحتلال الاسرائيلية لجنيين
وفي سياق الاعمال العدوانية، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، قرية جلبون، شمال شرق جنين.
وقال مراسلنا إن قوات الاحتلال اقتحمت جلبون وسيرت آلياتها في شوارعها، فيما لا تزال تستولي على منزل المواطن جهاد أبو الرب لليوم السادس على التوالي.
وفي السياق ذاته، احتجزت قوات الاحتلال، فجر اليوم الخميس، ستة شبان عند حاجز “دوتان” العسكري المقام على أراضي بلدة يعبد، غرب جنين.
وقالت مصادر محلية لـ”وفا”، إن قوات الاحتلال احتجزت عند حاجز دوتان العسكري، وعند مفترق بلدة يعبد 6 شبان لعدة ساعات، قبل الإفراج عنهم.
ومنذ ساعات الصباح الاولى اليوم، نصبت قوات الاحتلال حاجزا عسكريا عند مفترق قرية رمانة غرب جنين.
كما منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، لجنة إعمار الخليل من مباشرة العمل على ترميم منزل في البلدة القديمة من الخليل واحتجزت طواقم العمل.
وقال مدير عام اللجنة عماد حمدان لـــ”وفا”، إن قوات الاحتلال منعت طواقم العمل من ترميم منزل بمنطقة السهلة في البلدة القديمة من الخليل، واحتجزت طواقم العمل ومن ضمنها المقاول والمهندس المشرف، عند محاولتها فتح باب المنزل ومباشرة العمل فيه.
وأضاف، حاولنا أكثر من مرة ترميم هذا المنزل إلا أن قوات الاحتلال تمنع ذلك، ويقع المنزل، البالغة مساحته ما يقارب 180 مترا مربعا فوق محلات تجارية مغلقة بأوامر احتلالية عسكرية، في موقع هام جدا، ويشكل هدفا إستراتيجيا للاحتلال ومستعمريه، للسيطرة على تلك المنطقة، وهو محاذٍ لمنزل عائلة “اجراوي” الذي استولى عليه المستعمرون قبل نحو أكثر من عام.
واعتبر حمدان أن هذا الإجراء يأتي ضمن سياسة الاحتلال الإستيطاني الهادفة إلى الإبقاء على المنازل والمحلات التجارية في البلدة القديمة خالية من المواطنين، وغير صالحة للاستخدام أو للسكن، لفتح المجال للمستعمرين للاستيلاء عليها، وتغيير ملامحها الثقافية والحضارية، والإضرار بهذا الموروث التاريخي، المدرج على لائحة التراث العالمي لدى “اليونسكو” منذ عام 2017.