صحيفة السبلة

منتدى وصحيفة السبلة العُمانية الموقع العُماني في سلطنة عمان

“حلّاق إشبيلية”.. مزيجٌ من المشاعر الصادقة والفُكاهة والمشاركات العُمانية تفتح الباب أمام تجارب إبداعية جديدة

الرؤية- مدرين المكتومية

استهلت دار الأوبرا السلطانية قبل أيام أولى عروضها للموسم الجديد، بحفل “حلاق إشبيلية”، وهو الحفل الذي يمكن القول إنه متكامل بامتياز، بفضل الحبكة والدراما واللوحات والخلفيات المتنوعة وتعاقب فصول الحفل، إضافة إلى الأصوات التي تميز بها مقدمو الأوبرا.

و”حلاق إشبيلية” للمؤلف الموسيقي الإيطالي الشهير جواكينو روسيني (ولد 1792 في بيزارو الإيطالية، وتوفي عام 1868 في باريس)، تحولت على يديه عام 1816 إلى عرض أوبرالي بعد أن كانت مسرحية كتبها الفرنسي بيير أوجستين بومارشيه عام 1782م، وقدّم العرض الأول منها في 20 فبراير من العام نفسه، على مسرح دي توري أرجنتينا بروما في إيطاليا، وحقّقت نجاحا منقطع النظير.

ويأتي عرض حلاق إشبيلية كحفل افتتاح الموسم الجديد لدار الأوبرا السلطانيّة مسقط (2023-2024م) الحافل بالعروض المدهشة، والأسماء اللامعة في عالم الغناء الأوبرالي، والموسيقى، والحفلات الكبرى، وقد وقع اختيار دار الأوبرا السلطانية مسقط على هذا العرض المدهش المليء بالفكاهة، والمرح، والتهكم، ليكون افتتاحية مذهلة، ويكون أكثر بهاء وروعة عندما تؤدّيه أوركسترا راي الوطنية السيمفونية للإذاعة والتلفزيون وكورال انترميزو بقيادة أنطونيو فولياني، وتأتي أهمّيّة عرض (حلّاق اشبيلية) الذي يُعدّ أحد أروع العروض الكوميدية في تاريخ فنّ الأوبرا، وأكثرها نجاحا، كونه يعكس التبدّل في القيم السياسية والاجتماعية في أوروبا القرن التاسع عشر، ويتمحور العرض حول شخصية (فيغارو) حلّاق البلدة، الساحر وصاحب المبادرة والدهاء، وهو خادم سابق لكونت شاب وسيم يدعى (الكونت ألمافيفا) الذي يقع في حبّ وريثة ثرية تدعى (روزينا) لكن ثروتها تخضع لوصاية العجوز الفظّ (الدكتور بارتولو) الذي كان يخطّط للزواج منها عند بلوغها سن الرشد طمعًا بثروتها، ولم يقف (فيغارو) الحلّاق المراوغ، مكتوف الأيدي، بل راح يدعم صديقه القديم في زواجه من محبوبته في قصة مليئة بالمنعطفات والحبكات والأحداث الكوميدية المثيرة والحيل، التي لجأ إليها لمساعدة (الكُونت ألمافيفا) والتقريب بينه وبين (روزينا)، وإبعاد العجوز (الدكتور بارتولو) من طريقهما عبر مشاهد كوميدية آسرة.

وما يميز هذا العرض هو مشاركة فريق الإنشاد الأوبرالي العماني فيه، والكومبارس من دار الأوبرا السلطانية مسقط، وعلى الرغم من التواجد البسيط لهم إلا أن هؤلاء الشباب العمانيين استطاعوا أن يكونوا جزءًا مؤثرًا في العمل، وهذا يعني أنهم كانوا على قدر كبير من تقديم أنفسهم وتقديم أداء منافس للأعمال العالمية، وبما أن هؤلاء الشباب العمانيين استطاعوا تحقيق نجاح بتواجدهم في مثل هذه الأعمال، فإننا نطمح أن تكون هناك أعمال أوبرالية عمانية خاصة، تكون الأولى من نوعها في السلطنة وينتقلون بها إلى محافل خارجية وعالمية.