زيانةُ الجلندانية بين التزاماتها الأسرية وامتهانها مهنة سائقة سيارة أجرة
السبلة – العمانية
تشارك المرأة العُمانية في بناء عُمان جنبًا إلى جنب مع الرجل، وتقوم بدورها في التنمية المستدامة من خلال وجودها في المناصب الحكومية بمختلف القطاعات وما حظيت به من ثقة المجتمع لترشيحها لعضوية مجلسي الشورى والبلدي في فترات زمنية معينة وفي القطاع الخاص.
ومن هذه النماذج التي نفتخر بها زيانة الجلندانية التي بدأت شق طريقها نحو نجاح آخر بعد أن تقاعدت لملء وقت فراغها وكسب مصدر رزق جديد يساعدها على تحمل الأعباء المالية وتحقيق رغبتها في تجربة العمل في مجال جديد لم تعمل فيه من قبل.
تقول زيانة بنت حمد الجلندانية معبرة عن ذلك: “بعد أن خرجت للتقاعد قمت بالبحث عن مصدر دخل آخر لملء الفراغ الذي كنت أشعر به، وفي أحد الأيام قرأت إعلانًا لشركة نقل نسائية يطلب سائقات ذوات خبرة فتقدمت لهذه الوظيفة وتم قبولي بعد اجتيازي اختبارات السلامة المرورية وخضعتُ لتدريب مكثف مع بقية السائقات اللاتي تم قبولهن”.
وأضافت أنها كانت من أوائل السائقات في الشركة، وكانت سعيدة بعملها بعد شبح التقاعد الذي لاح باكرا حيث ذكرت أنها ما زالت في أوج عطائها وأنها مستعدة لخدمة المرأة، وقد لاحظت تجاوب المجتمع معها في هذه البادرة التي أطلقتها الشركة، وتقبّل أفراد أسرتها هذا التغيير الذي طرأ عليها والتكيف مع الظروف المواتية لهذا العمل.
وبينت أنها شعرت بارتياح شديد وهي تعمل سائقة سيارة أجرة (تاكسي) ولم تقع ضحية للفراغ والإحباط والوحدة، بعد أن كانت موظفة مجيدة وتقضي أكثر وقتها في بيئة وتقدم لها كل ما أوتيت حتى حققت النجاح والرضى التام، كما وجدت ارتياحا كبيرا من النساء اللواتي تقوم بتوصيلهن إلى مقصدهن.
وتوضّح زيانة أنها تعرفت على العديد من النساء من الجنسيات الأجنبية وهي تقوم بمشوارها اليومي واكتسبت الكثير من المعلومات و المفردات من لغات مختلفة وصحّحت لهنّ بعض المعلومات المغلوطة عن السياحة في سلطنة عُمان فكانت تقوم بدور المرشد السياحي إلى جانب وظيفتها سائقة وتعرّف بجماليات بلادها بكل فخر، وتتقن التعامل الحسن مع من تقوم بتوصيلهنّ بدءًا بالاستقبال أو تقديم المساعدة مرورًا بالنظافة العالية التي كانت تتميز بها سيارتها، والاكسسوارات التي كانت تجمّلها بها لتتوافق مع اللون الوردي للسيارة النسائية المميز، فكان ذلك سببًا في زيادة الطلب عليها لخبرتها في معرفة المواقع ودرايتها وإلمامها بالشوارع الفرعية والقيادة بأمان.
وتعد زيانة نموذجًا ناجحًا للمرأة العُمانية المكافحة التي تصمد في وجه الظروف مهما كانت، وعكست فكرة أن المرأة غير كَفُؤة في مهنة سيارة الأجرة (التاكسي)، ودعت النساء إلى امتهان أي وظيفة يمكن أن توفر لها مصدر رزق يساعدها في توفير حاجياتها وحاجيات أسرتها.
واختتمت زيانة حديثها عن تجربتها بأنها واجهت العديد من المواقف أجبرتها على حسن التصرف واللباقة لا سيما عند غضب بعض النساء الزبونات عندما تتأخر عليهن بسبب الازدحام الذي يحصل في الشارع وكانت تعذرهن وتقدّم اعتذارها لتمتص غضبهن ويستمر العمل وهذا يدخل في التقييم الذي تقوم به الشركة التي تطالبها بأن يكون التقدير حول عملها ممتازًا، وإلا سوف تخسر الوظيفة فحافظت على هذا المستوى من التعامل طوال مسيرتها سائقة سيارة أجرة (تاكسي) ولم تتقدم أي من زبوناتها بالشكوى ضدها.